- السيد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، الأخ الفاضل العيد ربيقة و الوفد المرافق له،    

-السيد والي ولاية اليزي،

- السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي،

- السيد أمنوكال طاسيلي ناجر، و من خلاله كل أعيان الولاية

- السادة نواب الشعب في البرلمان بغرفتيه،

- السادة أعضاء اللجنة الأمنية، العسكرية و القضائية،

- السيد الأمين العام لمنظمة أبناء الشهداء و من خلال كل الاسرة الثورية على المستوى المحلي،

- السيد المندوب المحلي لوسيط الجمهورية،

- السادة ممثلي المرصد المجتمع المدني و المجلس الأعلى للشباب،

- السيد رئيس دائرة اليزي، السيد رئيس بلدية اليزي و كل المنتخبين المحليين،

- السيدات والسادة المدراء التنفيذيون لولاية اليزي كل بمقامه مع حفظ الأسماء و الألقاب والرتب.

- السادة رؤساء الجمعيات الثقافية و الناشطة على المستوى المحلي لولاية ايليزي،

السيدات  و السادة أساتذة اللغة الأمازيغية و من خلالكم الاسرة التربوية

- أسرة الإعلام ، الحضور الكريم.

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالي وبركات

Azul Felawen

 

 

 

 

 

 

 

السيدات الفضليات، السادة الأفاضل،

في البداية، يسرُّني أن أعبر عن سعادتي البالغة بتواجدي معكم في هذه الولاية المضيافة رفقة الأخ وزير المجاهدين و ذوي الحقوق، و في رحاب هذه التظاهرة الاحتفالية المميزة المتمثلة في اليوم الوطني للكتاب والمكتبة، المصادف ليوم 7 جوان من كل عام.

النشاط الذي يجمعنا اليوم، جاء بقرار حكيم من السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتاريخ 3 جوان 2021، تكريماً لمكانة المعرفة والثقافة في الفضاء العمومي، واستحضاراً لذكرى الفعل المشين للمنظمة العسكرية السرية لجيش الاستعمار الفرنسي عام 1962، المتمثل في حرق المكتبة الجامعية بمدينة الجزائر وما تحتويه من مؤلفات ثقافية وعلمية تجاوزت الـ 500 ألف كتاب ومخطوط. فهي جريمة دولة تضاف إلى أبشع جرائم الاستعمار الفرنسي في الجزائر.

في هذا السياق، انخرطت المحافظة السامية للأمازيغية في الاحتفال بهذا اليوم الوطني المتميز، إيمانا منها بدورها كهيئة رسمية معينة بتفعيل العمل الثقافي الميداني في سياق المهام الموكلة إليها في سبيل ترقية وتطوير اللغة الأمازيغية بمختلف متغيراتها اللسانية المتواجدة على المستوى الوطني، فهي دائما مجندة لدعم ومرافقة كل المبادرات الرامية إلى تشجيع الإبداع والمقروئية وتثمين المعرفة والثقافة من خلال إبراز دور المكتبات في تكوين الأجيال وتنوير العقول في كل الأماكن والأزمنة.

 

ان مثل اللقاء هو سانحة لإبراز أهم إنجازات المحافظة السامية للأمازيغية في مجال التأليف ، الكتابة والترجمة، و النشر،و هي تحتفل بالذكرى ال29 من نشأتها، اذ كانت البدايات الأولى بإصدار متواضع متكون عناوين تحسب على أصابع اليد الواحدة، ثم انتقلنا منذ عام 2004 إلى صياغة برنامج نشر سنوي يحتوي على مجموعة من الإصدارات في مختلف المجالات، لتليها عملية شراكة مع بعض دور النشر العمومية والخاصة بدءاً من عام 2014-2015،أين عبدنا الطريق لتكريس صيغة النشر المشترك التي أتاحت الفرصة لتشجيع عملية الإبداع مما جعل هيئتنا رائدة على المستوى الوطني و المغاربي في مجال النشر باللغة الأمازيغية بأكثر من 350 عنواناً و المئات من المنشورات العلمية و الأدبية وعشرات الوسائط الرقمية والسمعية البصرية.

كل هذا المجهود مكن من بناء قاعة بيانيات معرفية أسست لأول مكتبة رقمية بعنوان ترقية اللغة الأمازيغية و مكنتنا من تنظيم العديد من معارض الكتاب وإقامات الإبداع والترجمة في كامل مناطق الوطن. ونعمل حالياً على تعزيز رصيد مكتبة المحافظة السامية للأمازيغية لترتقي إلى مستوى فضاءات التوثيق الهامة في بلادنا، لتصبح وعاءً ثقافيا ومعرفيا متخصصاً ذو صلة بمهامها.

إضافة إلى ما تحقق في هذا الشأن، فإننا نعتزم بحول الله إطلاق، بمناسبة الذكرى ال 62 لعيدي الاستقلال والشباب، منصة رقمية جديدة مخصصة لجميع إصداراتنا و سيكون  محتواها كاملا في متناول الباحثين والقراء الجزائريين المهتمين الأمازيغية لغة وثقافة، كما أننا سنشرع بداية من السداسي الثاني لهذه السنة من استقطاب سلسلة من هيبات كتب تمنحها شخصيات وطنية وقامات فكرية عالية المستوى والمردود المعرفي، وهم كثيرون ومستعدون لتقديم ما يرونه واجباً وطنياً للمساهمة في حماية الذاكرة الوطنية من الزوال والاندثار.

 

 

 

 

أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل،

إن المحافظة السامية للأمازيغية تسجل بكل فخر واعتزاز التألق الملفت للكتاب المدون باللغة الأمازيغية، الذي أصبح يتواجد على رفوف المكتبات في العديد من الولايات. ونلاحظ أن عدداً معتبراً من الباحثين الشباب يقتحمون بقوة مجال التأليف بالأمازيغية في ميادين معرفية متنوعة. هدفنا الدائم هو تعزيز نشر الكتاب المدون بالأمازيغية مع تمكين حضور كل العناوين الصادرة في معارض الكتاب الوطنية والدولية، إضافة إلى التظاهرات الثقافية الرسمية الأخرى المنظمة من طرف الدوائر الوزارية الشريكة لهيئتنا، على غرار وزارة الثقافة و الفنون، المجاهدين و ذوي الحقوق ...

في سياق متصل، يبقى للكتاب مكانة محورية في برنامج نشاطات المحافظة التي أصبحت تنظم منذ 2020 بكل احترافية جائزة رئيس الجمهورية للآدب واللغة الأمازيغية و هذا بفضل تلك العناية التي يوليها السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لخلق اطار تنافسي بغية ابراز الابداع ذات جودة كتشجيع نير للغة و الثقافة الأمازيغية. و هذا ما تحقق ميدانيا من خلال اصدار كل الأعمال المتوجة في الطبعات الأربعة السابقة و المقدرة بـ 40 اصدار في الأدب، اللسانيات، التراث اللامادي و الأبحاث التكنولوجية و الرقمنة.

كما لا يفوتني أن أذكّر الجمع الكريم، أن المحافظة السامية للأمازيغية أصدرت منذ بداية هذه السنة ستة (06) مؤلفات جديدة، بمعدل كتاب كل شهر، فهذا المجهود من شأنه أن ُيساهم في إنعاش الذاكرة الوطنية ويحافظ على التراث الثقافي واللساني في بلادنا، وأن يُثري المكتبة الجزائرية ويصون أمننا الهوياتي.

يبقى الاحتكاك المتواصل الذي يجمعنا مع مختلف الشركاء والأطراف في الميدان، أوصلنا إلى حقيقة مفادها بأن المقروئية بالأمازيغية في تحسن مستمر رغم وجود بعض العوائق التي تواجه هذه الديناميكية ، على غرار  سوء التوزيع وقلة الإشهار، إضافة إلى تنافسية الكتاب الإلكتروني الذي طغى على المشهد، فبالرغم من كل هذا فان الطلب على الكتاب الأمازيغي يتزايد كل سنة و هو نتيجة حتمية لعملية التعميم التدريجي لتدريس اللغة الأمازيغية و ادراجها في مختلف المنظومات والقطاعات و في الفضاء العمومي.

 

أيتها السيدات الفضليات، أيها السادة الأفاضل،

في الختام، أدعو الشباب الجامعي والجمعيات الثقافية على المستوى المحلي، إلى الاسهام في مسعى تدوين التراث الثقافي اللغوي المحلي وتشجيع النشر باللغة الأمازيغية بالمتغير اللساني تماهق وبالحرف الأصيل التيفيناغ. أنتم الأولى بالانضمام و الانخراط في ديناميكية المحافظة التي تعمل على صون كنز لغة وطنية         و رسمية كرصيد مشترك بين كل الجزائريين، كما ندعوكم إلى تبني العهد مع الكتاب والمقروئية، لأنه لا سبيل للتميز والإبداع بعيداً عن الكتاب، ومهما اشتدت منافسة الوسائل السمعية البصرية و التكنولوجيات الجديدة، يبقى الكتاب الورقي هو المصدر الأول للثقافة والمعرفة في كل الأوقات.

 

شكراً لكم على الإصغاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.