يوم دراسي من تنشيط المحافظة السامية للأمازيغية حول » المقروئية في الأدب الأمازيغي: واقع و آفاق« السبت 28 أكتوبر 2023 ، الصنوبر البحري - الجزائر العاصمة
ديباجة :
هل نجح الإنتاج الأدبي بالأمازيغية في جذب عدد كبير ومتنوع من القراء، خاصة وأنه شهد تطور ملحوظا في السنوات الأخيرة ؟ فإذا إستندنا على البيانات الإحصائية لأساتذة اللغة الأمازيغيةفي مختلف الأطوار التعليمية والأكاديميين الباحثين في الجامعة من جهة، وكذا عدد الطلاب والمتعلمين المسجلين وغيرهم من حاملي الشهادات في هذا التخصص من جهة أخرى، فإن إحتمال زيادة المقروئية وارد، خاصة في ظل آفاق تعميم اللغة الأمازيغية على التراب الوطني، ناهيك عن مجموع القراء المهتمين بالكتاب الأمازيغي، خارج أطر المنظومة التربوية والتعليم العالي.
لكن، كيف يمكن قياس حجم المقروئية باللغة الأمازيغية أو تحديد عدد القراء بشكل ملموس على أرض الواقع؟و هل يعكس عدد القراء، "الفعليين" منهم أو "المفترضين"، لكل المتغيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة على التراب الوطني؟ هل يمثل عدد الكتب المباعة من قبل المؤلف أو الناشر في المكتبات أو خلال معارض الكتب الوطنية أو الدولية على العدد الفعلي للقراء؟
هل يستهدف المؤلفون والكتاب بالأمازيغية مقروئية محددة تصب في صميم مراكز اهتماماتهم؟ أم أن لهؤلاء المؤلفين قناعة في توفر القراء بالأمازيغية وبالتالي يسعون لجذبهم بإنتاجاتهم الأدبية؟
إضافة إلى هذه الأسلة المطروحة يبرز سؤال جوهري هو : كيفيتشكل جمهور القراء؟ هل تنتج المقروئية عن توفير الكتاب أو هي نتاج إستجابة لإهتمامات خاصة؛ بمعنى آخر : هل الكتاب هو الذي يصنع المقروئية أم أن القراء هم من يصنعون الكتاب؟
في عام 2018 ،أجرى مكتب متخصص إستطلاعا لزوار الصالون الدولي للكتاب حول ممارسات القراءة مع عينة من 800 شخص حسب معايير محددة: اللغة المفضلة ، الفئة العمرية ، طبيعة الكتاب (علمي ، أدبي ، فني ،ترفيهي، ديني) ، نوع الإصدار:رقمي أو ورقي ، إلخ.
وقد أصدرت محافظة الصالون الدولي للكتاب خلال دورتها الخامسة والعشرين (25) بيانات نتائج ذاك الاستطلاع حول دوافع ومحفزات القراءة واللغات التي تمارس بها، بعنوان "الأدب في طليعة المقروئية". وعكست هذه البيانات ما يلي:" احتلت اللغة العربية صدارة الاهتمامات بنسبة 77.9٪، تليها الفرنسية بنسبة59٪ والإنجليزية 22٪؛ في حين أن القراءة باللغة الأمازيغية تنحصر في حدود 2.3٪ من العينة. يمكن إرجاع هذه النسبة المقبولة، بالنظر إلى ظروف خاصة بهذه اللغة، إلى تطور النشر بها بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة بالرغم من أن هذه النسبة لا تزال متواضعًة". (تم نشر البيان في 21 مارس 2022 على موقع الوكالة الوطنية للأنباء (APS ).
هل يمكننا أن ننسب هذه النتيجة إلى نقص في عروض النشر وحدها؟ أم يستوجب أن نوسع نطاق الاستطلاع للتمعن أكثر فيالانتاجات الأدبية الأمازيغية ووجود القراء المحتملين في سياقبروزهم الحقيقي في المشهد الجزائري: ظهور الكتابة أي التدوين بالأمازيغية، الوضع القانوني للغة، تعليمها / تعلمها، والعديد من معايير أخرى تشير إلى انه من المستحيل إجراء استطلاع عن المقروئية بالأمازيغية بنفس المقاييس المتبناة بالنسبة للغات"الراسخة تاريخياً" في الممارسات الإبداعية.
من هذا المنظور فإن أي دراسة موضوعية للمقروئية بالأمازيغية تستوجب توسيع دائرة القراء المراد أخذها في الاعتبار إلى الأفراد والجماعات أو الجمعيات وكل محبي ممارسة القراءة خارج الدوائر المؤسساتية، التربوية والجامعية ونوع الجمهور المستهدف أو المراد دراسته ليشمل من تلقوا أو لم يتلقوا تعليم / تعلم الأمازيغية،الناطقين بها (موضع اللغة الأم) وكذا غير الناطقينبها.
وفي شق متصل، بات من الأهمية أيضا التساؤل حول الآلياتالمؤسساتية التي يجب تفعيلها لاستقطاب القراء باللغة الأمازيغية والرفع من عددهم بإبراز الإنتاج الأدبي والمجالات الأخرى بهذه اللغة.
وكذا تناول عرض النشر المؤسساتي والآليات الموضوعة لدعم إنتاج الكتاب الأمازيغي، وإعطاء الدعم والمرافقة اللازمة للمؤلفين/الكتاب مع إتاحة الفرص لهم للبروز على الساحة الأدبية مثلهم مثل أدباء اللغات الأخرى.
عدة محاور للتفكير والمناقشة مقترحة في هذا اليوم الدراسي:
ستتاح الفرصة في هذه الجلسة لتقديم قراءات متقاطعة لمختارات أدبية، بمختلف المتغيرات اللسانية الأمازيغية من جميع أنحاء الوطن.