اشرف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية سي الهاشمي عصاد خلال إشرافه اليوم الأحد بالمركز الجامعي عبد الحفيظ بو الصوف بميلة على افتتاح الملتقى الوطني الأول “المسرح الجزائري الأمازيغي” أن هذا الموعد العلمي “تكريس لتقاليد التكفل بمختلف إشكاليات اللغة والثقافة الامازيغية في الفضاء الجامعي”.

واعتبر الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية تنظيم هذا اللقاء الأكاديمي لأول مرة بالمركز الجامعي لميلة حول” المسرح الجزائري الأمازيغي: أنماط التفكير و أشكال الإبداع بين التقليد والحداثة”, “مبادرة مميزة لها صداها و آفاقها, لأنها ستضفي جوا علميا مبنيا على الموضوعية والمصداقية في التناول”.

ودعا سي الهاشمي عصاد المؤسسات الرسمية و فعاليات المجتمع المدني إلى الاستعانة بالتراث الجزائري الأمازيغي” الجامع والغني, لما له من أثر فعال في العملية الإبداعية الإنسانية, خاصة في أصول المسرح القديم على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط”.

وأضاف بأن هذا التراث ساهم في طرح أبعاد جديدة للبحث في مختلف أصناف العروض المسرحية ومنها الكرنفال والعادات والأساطير مما يدعو إلى “الاعتزاز بإرثنا الحضاري وتثمينه والتروبج له بمختلف الصيغ و الوسائط المتاحة”.

كما ثمن بالمناسبة ما صرح به الوزير الأول وزير المالية أيمن بن عبد الرحمان حول ضرورة إعادة الاعتبار لمختلف المحطات والشخصيات التاريخية التي شيدت معالم الأمة الجزائرية عبر التاريخ.

وأعرب الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية عن أمله في تحيين بعض القوانين لتواكب الدستور الجديد و مكتسبات اللغة والثقافة الأمازيغية, خاصة بعد تنصيب المحكمة الدستورية, مشيرا إلى القانون التوجيهي للتربية الوطنية الذي يعود لسنة 2008.

وثمن أيضا المكتسبات الأخرى التي حققتها اللغة الأمازيغية في عدة فضاءات رسمية ومرافق عامة, مشيدا بالتجربة التي وصفها بـ”الرائدة” لوكالة الأبناء الجزائرية التي وظفت اللغة الأمازيغية منذ سنة 2015, إلى جانب ما قامت به السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات واستعمالها اللغة الأمازيغية مع اللغة العربية بطريقة سلسلة “سهلت احتضانها من قبل المواطن, خاصة ونحن في إطار استكمال البناء المؤسساتي الحقيقي الذي يتناسب مع توجهات البلاد نحو جزائر جديدة”.

وفي ندوة صحفية عقدها قبل لقاء تشاوري مع أساتذة اللغة الأمازيغية بميلة, استعرض سي الهاشمي عصاد الجهود المبذولة لتعزيز مكانة هذه اللغة, مذكرا بالاتفاق الأخير مع وزارة التربية الوطنية المتعلق بالتعميم التدريجي لها عبر الوطن و ذلك بعد أن اعتبر حضورها على مستوى ولاية ميلة ب “المحتشم”.

كما رد على قضية حماية التراث اللساني الأمازيغي “المهدد بالانقراض” بضرورة تدوينه, مؤكدا أن المحافظة السامية للأمازيغية وفرت الإمكانات للتكفل باللغة الأمازيغية و تربطها علاقة شراكة “مميزة” مع الجمعيات الثقافية الأمازيغية عبر الوطن التي خصصت لها ميزانية لدعمها و مرافقتها, إلى جانب دعم مشاريع التوأمة مع باقي الشركاء, على غرار قطاع التعليم العالي و البحث العلمي.

للإشارة, فإن الملتقى الوطني حول “المسرح الجزائري الأمازيغي” الذي تستمر أشغاله يومين سيتناول قرابة 40 ورقة بحثية من تقديم أساتذة قدموا من عديد جامعات الوطن, على غرار تيزي وزو والبويرة و أم البواقي وقسنطينة وميلة, حسب ما أفادت به رئيسة الملتقى أسماء حمبلي.

وسيتم من خلال هذا الملتقى تحديد خصائص ومميزات الخطاب المسرحي الأمازيغي التي يتأسس عليها الطابع الحداثي ويتفرد بموجبها عن الطابع التقليدي شكلا ومضمونا, حسب ما أوضحته السيدة حمبلي