يقوم سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، بزيارة عمل ومعاينة لولاية البيض، انطلقت أمس وتدوم يومين. وخلال لقاء تواصلي مع الأسرة الجامعية، تمّ توقيع اتفاقية شراكة بين المحافظة السامية للأمازيغية والمركز الجامعي نور البشير بالبيض. وبهذه المناسبة، دعا عصاد إلى الاعتزاز، أكثر من أي وقت مضى، بمقومات هويتنا الوطنية بأبعادها الثلاثة: الإسلام والعروبة، والأمازيغية، لخدمة أواصر الوحدة الوطنية.
 قال سي الهاشمي عصاد، الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، في كلمة ألقاها صبيحة أمس الأحد، إن زيارة العمل والمعاينة هذه، التي تقوده هذه المرة إلى البيض، تأتي في إطار زيارات مشابهة إلى مختلف الولايات، هدفها الاطلاع عن كثب على وضعية الأمازيغية في منظومة التعليم، التكوين والاتصال.
وأضاف عصاد أن «تمازيغت لغة وطنية ورسمية تعمل الدولة على ترقيتها كما جاء في دستور نوفمبر 2020، فهي جزءٌ لا يتجزأ من هويتنا الوطنية وبالتالي فإنها تبقى مسؤولية الجميع وهي بحاجة إلى إسهام كل مؤسسات الدولة، ووسائل الإعلام، الكفاءات الوطنية، النخبة والمجتمع المدني بغية تعزيز مكانتها، ترقيتها، وحمايتها من مختلف التلاعبات والتجاذبات السياسوية». وأضاف: «وهنا تكمن أهمية (...) إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون، مع المركز الجامعي نور البشير، لنفتح بذلك آفاقا واعدة ونضع اللبنات الأولى للتكفل بمجالات التخصص في اللغة والثقافة الأمازيغية خارج النطاق المعمول به حاليا، أي في إطار أقسام ومعاهد في ذات التخصص وفق مخطط مضبوط من قبل قطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وهذا الذي سيمكننا دون شك، من مرافقة الباحثين والمختصين المحليين لتسليط الضوء على جوانب متعددة وجديدة في منطقة بحث عذراء، نراها لم تنل القسط الوافر من الاهتمام العلمي والبحثي».
وذكّر عصاد بأنّ المحافظة السامية للأمازيغية، كهيئة رئاسية، تعمل مع جميع القوى الفاعلة في المجتمع لتنفيذ برنامج رئيس الجمهورية، وأشار إلى الالتزام رقم 12 المتضمن «تأكيد وتعزيز مكونات الهوية الوطنية: الإسلام، العروبة والأمازيغية، من أجل ضمان ربط وشائج وحدة الأمة الجزائرية على أسس سليمة وصحيحة ودائمة بغية أن تنعم بها الأجيال الصاعدة في كنف التكافل والتآزر بين جميع مكونات المجتمع المنصهر في جزائر واحدة موحدة».
كما اعتبر الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، أن «السبيل الأنسب لصون وترقية موروثنا الثقافي، الديني واللغوي، هو غرس روح الاعتزاز والافتخار بالانتماء إلى أمة متجذرة، فهي بالتالي مرجعية جديرة أن توثق في المنظومة الوطنية للتعليم، التكوين والاتصال كما يشير إليها المرسوم الرئاسي المؤسس للمحافظة السامية للأمازيغية (...)، وهو ما تسعى مؤسسات الدولة إلى تطويره وتنميته من خلال توفير الإطار البشري والوسائل البيداغوجية اللازمة لإنجاح هذه العملية التي ترتكز في تجسيدها على التشريعات القانونية ونص الدستور».
وأكّد عصاد أن المسعى هنا هو «تعزيز المرجعية الوطنية وإبراز هذا الرصيد المشترك الذي يجمع كل الجزائريين، لننتقل فعليا من الانتماءات «العروشية»، «الجهوية» و»اللسانية» إلى وعاء جامع تحت راية شهداء العلم الوطني، ولنبرز دائما أهمية الاستناد إلى ميزان العدل الذي يتسم به ديننا الحنيف»، وهنا استحضر عصاد قوله تعالى «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا، إن أكرمكم عند الله أتقاكم، إن الله عليم خبير».
ودعا عصاد إلى الاعتزاز، أكثر من أي وقت مضى، بمقومات هويتنا الوطنية بأبعادها الثلاثة: الإسلام والعروبة، والأمازيغية، لخدمة أواصر الوحدة الوطنية، كما دعا إلى وضع «اللغة الأمازيغية واللغة العربية في إطارهما الصحيح لتتطورا باستمرار، ضمن رؤية علمية سليمة بعيدة عن كل المزايدات لتتبوأ مكانتهما الطبيعية في ظل الأحكام الدستورية السارية المفعول.»
واختتم عصاد كلمته بالتذكير، بأن هذا اللقاء التواصلي، يأتي عشية الاحتفال بذكرى مجازر 17 أكتوبر 1961، وهي مناسبة «نستحضر من خلالها تضحيات الشهداء والمجاهدين ضد الاستعمار الغاشم لنيل الاستقلال واسترجاع السيادة على كل التراب الوطني»، كما أنها سانحة «للتأكيد بأن الجزائر تستحق من الجميع أن يكونوا في مستوى خدمتها، وصون ركائز كينونتها الثقافية واللسانية المتنوعة، بعيدا عن  كل أسباب التفرقة والجهوية والعصبية الضيقة»، يقول الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية.