سيعقد هذا الحدث بعد التطورات الأخيرة التي عدلت التقسيم الإداري الذي يعود تاريخه إلى عام 1984، يوم الخميس 18 مارس 2021 في تمام الساعة 10 صباحًا في مقر وكالة الأنباء الجزائرية.

يتناول هذا اللقاء، العلمي والمؤسساتي على حد سواء، موضوع الاسم الجغرافي (أو الأسماء الطوبونيمية) للكيانات الإقليمية لبلادنا. إنه يأتي في سياق فرصة ترقية المقاطعات العشر (10) الإدارية في الجنوب إلى مصاف ولايات كاملة الصلاحيات، والتي تم إنشاؤها في إطار التقسيم الإداري الأخير (فبراير 2021). وهذا بهدف التفكير وتقديم تصور حول نظام التسمية الخاص بهذه الولايات الجديدة.

سيتعلق الأمر بالطابع الذي يعود إلى عدة آلاف من السنين للتسميات الجغرافية الرسمية الجديدة للجنوب الجزائري وجذورها التاريخية، مدعومة ببناء تمثيل فضائي وجهوي، وطني وإقليمي يندمج مع البلدان المجاورة لمنطقة الساحل، صاغها مجتمع السكان المحليين باللغات التي يتداولونها، بما في ذلك اللغة العربية والأمازيغية بكل متغيراتها بصفة خاصة. هذه اللغات هي الناقلات الحقيقية للموروث الحضاري الأصيل ووسائل فعالة للتواصل ببُعْدَيْهِ الأفريقي والعالمي إلى أبعد تقدير.

سيخضع نطاق هوية هذه الأسماء الرسمية، معانيها، وكتاباتها المحلية باللغات الرسمية (العربية والأمازيغية) ونسخها الرسومية وتوحيدها، وفقًا للمعايير الدولية للأمم المتحدة (بالحروف اللاتينية أو الرومانية)، إلى نظام منهجي يقوم على معالجة قاعدة البيانات لعشرات الآلاف من أسماء الأعلام أعدَّها متخصصون جزائريون.

لقد كرست درجة الخلل في كتابة الأسماء الجزائرية (أسماء الأماكن والأشخاص) استخدامًا لغويًا سيئ تضاعف بشكل متسارع مع رقمنة أداء الإدارة المحلية وحتى في الممارسات غير الرسمية.

كيف تم تاريخيا تشكيل الأسماء الجزائرية؟ ما هي السلالات اللغوية السائدة؟ في أي مجال من مجالات المعاني بالإمكان تسجيلها؟ هل أنظمة الكتابة المستخدمة في الإدارة قادرة على استنطاق جميع الأسماء الجزائرية بصيغتها الاصلية؟ كيف يمكن تفسير تعدد الكتابات لنفس الاسم وما هي المعايير الدولية من حيث التوحيد القياسي في كتابة الأسماء الجغرافية؟ هل ستتيح في نهاية المطاف دسترة الأمازيغية كلغة وطنية ورسمية، بجانب اللغة العربية، إلى دمج الخصائص اللغوية وإنشاء قائمة رسمية لأسماء الأماكن الأقرب إلى الممارسات الحقيقية في التواصل الاجتماعي وتتحرر عملية التسمية من تلك الاعتبارات البيروقراطية؟ ما هي المسائل العالقة في إدارة ميدان أسماء المواقع الجغرافية الوطنية؟ أخيرًا، ما هو حال البحث الأكاديمي (الجامعات والمراكز البحثية) في مجال دراسة أنظمة التسمية الوطنية؟

إن الجزائر، بالنظر إلى شساعة أراضيها، لديها عالم مرجعي للإدراك معرفي وأخر دلالي إسمي يصل إلى الملايين من أسماء الأعلام، والتي تؤثر على جميع شرائح حياة الأمة، على مستوى الفرد وكذا المجتمع: السجل العقاري، الحالة المدنية، الأمن القومي (المدني والعسكري)، المناجم، الثقافة، الشؤون الخارجية، التقنيات الفضائية، الكوارث الطبيعية، الحماية المدنية، والشرطة، الدرك الوطني، الجمارك، البريد والمواصلات، المجتمعات المحلية، العدالة و النقل، الخ ....

وهذا ما يفسر، كما هو الحال في كل مكان في العالم، الاهتمام بتوحيد معايير كتابة أسماء الأماكن، التي تخضع لتوترات اقتصادية وتجارية و أمنية وجيوسياسية وجيوستراتيجية قوية، مدعومة بشكل متزايد بترسانة تكنولوجية متطورة: جوجل أرث، أورو-نيمز، جي بي أس، الأطلس الجغرافي، رسم الخرائط الرقمية،.. إلخ.

إن إعداد مؤشر الطوبونيميا (أسماء المواقع الجغرافية) الوطنية يعتبر عمل من أعمال السيادة الوطنية: يتجاوز الطابع التراثي، خاصة في جنوب الجزائر، لأنه مدمج في أصل اللغة البشرية. كما أن له تأثيرًا اجتماعيًا واقتصاديًا وثقافيًا، مندرجاً في إطار سياسة الدولة والمشارك في الذكاء الإقليمي في خدمة التنمية الوطنية المستدامة والمتكاملة.

 

https://www.aps.dz/ar/algerie/103678-2021-03-17-17-27-42?fbclid=IwAR3ByHVpG6xzMkkd-2f1V3ZN03FNmiz28ng9dboILyhhiJc9gJKB2tYqY9g

Télécharger le document "dépliant programme"
Ou consulter en ligne