حوصلة وتوصيات

 نُظم الملتقى الوطني "الجزائر: مجتمع، أمة وتسمية" من طرف المحافظة السامية للأمازيغية بالشراكة مع جامعة وهران 2 محمد بن أحمد، مركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي والمجمع العلمي الجزائري لأسماء الأعلام، بمقر المنظمة الوطنية للمجاهدين- مكتب وهران، يومي 02 و03 جويلية 2022، تحت رعاية السيد والي ولاية وهران.

يندرج هذا الحدث العلمي ضمن البرنامج الرسمي للأنشطة الثقافية والعلمية المواكب لتنظيم الدورة التاسعة عشرة من ألعاب البحر الأبيض المتوسط. وقد أكدت الهيئات المنظمة والمشاركون وممثلو الحركة الجمعاوية وكذلك وسائل الإعلام الحاضرة في هذه التظاهرة على أهمية الإشكالية المطروحة فيما يتعلق بالهوية الوطنية وملامستها للجزائري وماضيه، وكذا مساهمتها في عملية تحديد الهوية من خلال التاريخ ضمن تعددية المسارات ثقافيا، رمزيا ولغويا.

يمكن أن تؤدي الأعلامية (أو الأونوماستية، علم دراسة أسماء الأعلام) -من خلال العبرمناهجية- دور الموعي بجوانب الهوية والمسائل اللسانية، مما يتيح التفكير في المواطنة وتعزيز الشعور بالانتماء المكاني والزماني للكيان (الأمة الجزائرية) بكله الوطني وكامل ترابه.

تعتبر معرفة اللغات الوطنية (اللغة الأمازيغية في هذا السياق) أمرًا أساسيًا لتحديد أصول مختلف المصطلحات الأعلامية من أمد جذر تاريخي لها. ولذا يمكن الوقوف عند اسهامات المحافظة السامية للأمازيغية ومراكز البحث -لا سيما مركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي- والجامعات، والنظر في سبل تنفيذ مخرجاتها ضمن هذا الإطار من حيث التقارب الوطني، المحلي والإقليمي وبالعلاقة مع حدود البلاد (المناطق العابرة للحدود: الدول المغاربية والساحل).

تعد مسائل التسمية، إعادة التسمية، دلالاتها، أنسابها، ظروف إنتاجها وترسيمها إلى جانب تقنين كتابتها باللغات الوطنية والأجنبية أسئلة حساسة وتتطلب خطابًا علميًا وتدخلات مؤسساتية لضبط المعايير وتوحيد سير عمل النظم الوطنية الموضوعة.

كما يعد تأسيس المجمع العلمي الجزائري لأسماء الأعلام (وهو أول جمعية مختصة في الدراسة العلمية لأسماء العلم في العالم العربي وفي إفريقيا) انجازا تاريخيا، ثقافيا وعلميا في تاريخ بلدنا. ويساهم في ترسيخ مفاهيم الهوية الأعلامية الجزائرية بأبعادها التاريخية القديمة الأصيلة وإسقاطاتها الحديثة الفريدة.

ولهذا قد آن للجزائر أن تتبنى -ضمن حيز سيادتها السياسية واللغوية- إطارًا استراتيجيًا حول مسائل تسمية وإعادة تسمية كياناتها الجغرافية والمؤسساتية بما يتوافق مع الطرق الحديثة لتسيير مساحتها الشاسعة، سكانها، اقتصادها وعلاقاتها الإقليمية والدولية. وهذا يعني إدراج نظم التسمية الجزائرية في مشروع التنمية الوطنية لمختلف القطاعات بالبلاد.

وبناء عليه، يوصي المشاركون باتخاذ الإجراءات التالية:

 

  1. إنشاء لجان متعددة التخصصات تساهم في تنظيم نظم إعادة تسمية الفضاء العمومي باعتماد نظام موحد في إسناد، تعديل وكتابة أسماء العلم الجزائرية.
  2. تشجيع اللقاءات العلمية حول موضوع الأعلامية وعلاقته بالجذور اللغوية في مناطق البلاد المختلفة (الجنوب الكبير، الهضاب العليا، الونشريس، الأوراس، منطقة القبائل...إلخ) مما يسمح بتطوير دليل منهجي لجمع البيانات الأعلامية ومعالجتهاوهذا بإطلاق مسح شامل يمس جميع أنحاء التراب الوطني تقوده فرق بحثية متعددة التخصصات: التاريخ، الجغرافيا، القانون، الأنثروبولوجيا، الآداب، الإعلام الآلي، التعليمية...إلخ.
  3. إنشاء موارد جزائرية متخصصة في الأعلامية بمختلف مجالاتها وضمن العائلات اللغوية المتنوعة، مدعومة بقواعد بيانية تفاعلية لتثبيت النتائج التي تم التوصل إليها من قبل الباحثين في التخصص ووضع نتائج البحث في يد المؤسسات الوطنية كالإدارات العمومية والمؤسسات التعليمية.
  4. دعم أبحاث وحدة البحث حول النظم التسموية بالجزائر التابعة لمركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي والمختصة في الدراسات الأعلامية، من خلال اعتماد انشاء فرق بحثية جديدة حول موضوعات جديدة: الأعلامية الأدبية والفنية، الأعلامية السياسية، الأعلامية الرقمية، الأعلامية الرياضية...إلخ.
  5. تضافر الجهود مع السلطات العمومية من أجل تنفيذ أحكام قانون تجريم التمييز وخطاب الكراهية المبني على استغلال أسماء الأفراد والعائلات على أساس التصنيف العرقي واللغوي للأسماء.
  6. تشجيع المجمع العلمي الجزائري لأسماء الأعلام على الاستثمار في الأداة الرقمية من خلال إنشاء منصة تعمل على تثمين جميع أعمال الباحثين الجزائريين وتعزيز مرئيتها؛ الأمر الذي سيسمح بإنشاء شبكات على الصعيدين الوطني (الجامعات ومراكز البحث) والدولي، من خلال شبكات التبادل بين الباحثين في مجال الأعلامية على المستوى المغاربي، العربي، الإفريقي (دول الساحل) والدولي.
  7. نشر وقائع مؤتمراتالمحافظة السامية للأمازيغيةعلى المنصات الأكاديمية بحيث يمكن الوصول إليها عبر النظام الوطني للتوثيق على الإنترنت.

وفي الختام، يعرب المشاركون عن خالص شكرهم للسيد والي وهران وللمسؤولين على مستوى المحافظة السامية للأمازيغية وجامعة وهران 2 محمد بن أحمد ومركز البحث العلمي والتقني في علم الإنسان الاجتماعي والثقافي، وكذلك المجمع العلمي الجزائري لأسماء الأعلام لحسن تنظيمهم لهذا الملتقى ولأهمية الإشكالية المطروحة، كما لا يفوتهم أن يتوجهوا بالإشادة للمنظمة الوطنية للمجاهدين- مكتب وهران لاستضافتها هذا الحدث العلمي.