" الأمازيغية في ظل مقومات الأمة، الأمن الهوياتي، السلامة الترابية و الوحدة الوطنية" 

على مستوى مركز الدراسات الأندلسية » قصر الحمراء« ،تلمسان. يوم 22 فببراير2023


الديباجة
:

يعدّ الأمن الهوياتي في الوقت ذاته مجالا معرفيا ورأسَ مال تدخل بالمعنى التربوي الإيجابي للمصطلح. كما أنه أصبح، من الناحيةالاجتماعية والمؤسساتية، مصدر قلق شرعي للكثير من الأفراد والدول معاً؛ إذ يتطلب اتخاذ الاحتياطات والتوصيات التي تشحذ اليقظةوتبادر بالاستباق إلى ما يتناسب مع التحولات الكبرى والتطور السريع للمحيط الجيوسياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم. ويشكّلالأمن الهوياتي إحدى الوسائل الاستباقية باعتبارها ذا فعالية إزاء التثاقف الذي يتفاقم ويسري بأساليب متنوعة في عصر العولمة ووسائلالتواصل الاجتماعي.

 

في هذا السياق وأقل ما يقال، أن بلادنا، وبصفة خاصة شبابها، تشكو من هيئات حقيقية تعمل على تجميع الأجهزة وتركيبها وتقوم بتكوينخلايا باستعمالها وسائل تكنولوجية مبتكرة تفوق مستوى الخيال بغية تقويض السلامة الإقليمية والتماسك الاجتماعي والوحدة الوطنية.

 

ومن الأولويات التي تسعى المحافظة السامية للأمازيغية إلى تحقيقها، نذكر منها ما يلي:

 

- تعزيز أواصر الإخوة والمحبة في بلادنا على أساس تقوية القاعدة المشتركة بين أطياف المجتمع؛ ويجدر الذكر هنا أنّ الأمازيغية هي اللبنةالأولى لبناء الشخصية الوطنية لغويا وثقافيا وتاريخيا. ومع ذلك، فإن أقلية قليلة من الجزائريين لم تدرك بعدُ مدى الانسجام الاجتماعي الذيستجنيه الأجيال الصاعدة من خلال تعميم تعليم واستخدام الأمازيغية.

الحرص على وحدة الشعب، فتعميم اللغة الأمازيغية يُخرجها من دائرة الخصوصية الجهوية إلى لغة كلّ الجزائريين، مثلها مثل العربية التياكتسبوها بالممارسة اليومية وخلال التعليم العام والمعمّم، المجاني والإلزامي.

 

وعليه، فإنّ التعدّد اللغوي والتنوع الثقافي اللذين يُعدّان من بين انشغالات هيئتنا، سيكونان بمنأى عن الأيديولوجيات الضيقة والأنانية. وبالتالي، سيستجيبان لا محالة لرغبات كلّ فئات المجتمع؛ كل واحدة منها وبخصوصياتها ستثري بدورها القاعدة الوطنية المشتركةللشخصية الجزائرية التي تصرّ عليها ديباجة وأحكام الدستور: "الشعب الجزائري شعب حر ومصمّم على البقاء كذلك. تاريخه يعود إلىعدة آلاف من السنين وهو سلسلة طويلة من النضالات التي جعلت من الجزائر دائما أرض الحرية والفخر والكرامة. "

 الأمن الهوياتي مفهوم وواضح المعالم. يكون راسخا على الجبهات الاجتماعية والتربوية والسياسية حين تدعّمه ثقافة التسامح والحواروالعيش معًا. إنه ضمان الانتماء إلى هذه الثقافة لتجسيد الخصوصية ووضع الأسس المشتركة للأمة بأكملها.

 

و باختصار، يمكن القول إنّ الأمر يتعلق بالتأمّل في المفاهيم العملية لخصوصيات وعموميات إعادة نشر الهوية والعمليات التعريفية التيتدعمها والتي تضع الجزائر، بكلّ مكوّناتها، على أنّها وحدة وكلّ متكامل: يكون في الوقت ذاته كلا جغرافيا، وكلا تاريخيا، وكلا سياسياوأنثروبولوجيا وثقافيا.

 

إنّ هذا الموقف الفكري هو الذي سيولّد استراتيجيات تجعل من الممكن مواجهة هيئات الهيمنة مهما كانت طبيعتها، والتخلّص من الاحتواءوالضغط. وإنّ هذه الاستراتيجيات ليست جزءًا واضحا من الآليات الدفاعية الضرورية من حيث التكيّف مع التغييرات والتغيّرات البشريةفحسب، بل إنّها تمثّل القدرة على التفكير ووضع التقاربات التي فعّلها الجزائريون عبر التاريخ في حالتها اليوم وغداً.

 

 تعرّض المجتمع جرّاء كثافة وسائل الإعلام، في السنوات الأخيرة، لموجات من الدعايات والإشاعات المغرضة التي أصبحت خبيثة، وغالبًا ماتنتج عنها توترات قائمة على خطابات العنف والكراهية، ممّا يؤجج سوء التفاهم ويثير النعرات.

 

إنّ المنظومة التربوية والثقافية والرياضية والاتصالية، تساهم بتقاطعها الايجابي بين ديناميكية العنصر الوطني والعنصر المحلي، بين العاموالخاص، في صقل الماهية الجزائرية والغيريّة وكذا الأخلاق العامة التي تساهم في تنظيم العلاقات والتبادلات بين المواطنين في هدوء تام. كلّ هذه الأمور ستضمن بالتالي الأمن العام الذي هو أحد مكوّنات الأمن الهوياتي كنتيجة طبيعية للقيم الاجتماعية المشتركة والمتواجدة فيمجتمعنا منذ القِدَم.

 

 محاور الملتقى :

1-الدور التاريخي للنخبة وعلماء الدين في حماية المجتمع وتعزيز المرجعية الوطنية لدحض الدعاية الفرنسية الاستعمارية.

2-إسهام المنظومة التربوية الوطنية في إيقاظ الوعي الفردي والجماعي بالهوية الوطنية وتعزيز التماسك الاجتماعي بترسيخ القيم المرتبطةبالإسلام والعروبة والأمازيغية.

3- التراث كعنصر هوياتي وتاريخي في مشروع حضاري وطني متكامل في إطار الثلاثية الدستورية :الإسلام، العروبة والأمازيغية.

4- تمديد مفهوم الدفاع الوطني إلى مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية من حيث فك رموز آليات طرائق وضع الدعايات والإشاعات،المستمدة من الشبكات الاجتماعية والتي تستهدف زرع أنواع مختلفة من الاضطرابات في الأطر المرجعية للهوية الجزائرية: الأرض، التاريخالسياسي والعسكري، اللغات والثقافات المحلية والأسماء الفردية والجماعية ، إلخ.

5- قيم المجتمع كمصدر إلهام لتعزيز روابط المصالحة مع الذات وبناء المواطنة في كنف السلم والعيش معا.

 https://www.reporters.dz/celebration-de-la-journee-mondiale-de-la-langue-maternelle-et-de-la-semaine-des-langues-africaines-riche-programme-a-tlemcen/