إن المشاركين في الملتقى الوطني الموسوم : "الخريطة اللسانية الأمازيغية في الجزائر" المنظم من قبل المحافظة السامية الأمازيغية بالشراكة مع ولاية أدرار وجامعة أحمد دراية، في الفترة الممتدة من 23 على 25 أكتوبر 2021، ينوهون بالبعد العلمي لمحاور العمل المقترحة للمناقشة والدراسة بين الباحثين، كما أشادوا في نفس السياق  بأهمية الموضوع المتناول كونه إمتداد مؤسساتي يتوافق مع أحكام الدستور (المادة الرابعة) من حيث تغطية المتغيرات اللسانية الأمازيغية المتداولة عبر كامل التراب الوطني.

وعليه، فإن جل المداخلات والنقاشات التي تلتها سمحت بإبراز ثراء الموروث اللساني الامازيغي بأبعاده الثقافية والهويتية الوطنية الأكثر أصالة وإبداعا.

تعد الخريطة اللسانية الامازيغية مشروع ذو بعد ونطاق وطني، يعنى بالوصف الشامل للامازيغية، من مختلف امتداداتها الجيو-لسانية عبر التراب الوطني، وهي بذلك وسيلة علمية تساهم في تدخل الدولة بإتخاذ التدابير العملية عبر مختلف هيئاتها ومؤسساتها.

كما سمحت المداخلات بإبراز العناصر الجامعة من المنظور الجغرافي ، الانثربلوجي،اللساني، الاقتصادي، الفني، كونها متجذر في القدم، (أي من - ما قبل التاريخ العصر القديم، والعصور الوسطى و الحديث)، مبرزا أن الجزائر وحدة موحدة تعكسها السلامة الترابية، والتماسك الإجتماعي.

إن اختيار ولاية أدرار كفضاء لمناقشة هذه الإشكالية الأساسية، سوف يدون في سجل الاختيارات الصائبة والسديدة للمحافظة السامية للامازيغية، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و ولاية أدرار.

واعتبارا لما ورد سالفا، فإن المشاركين تبنوا التوصيات التالية :

1-    ضمان متابعة إستمرارية موضوع هذا الملتقى من خلال التبني الصائب للمفاهيم والمصطلحات والآليات، وذلك ترجمة لأحكام الدستور المتضمنة ترقية ودراسة كل التنوعات اللسانية المتداولة عبر الوطن.

2-    تجسيد آفاق هذا الملتقى من خلال إدراج الخرائط اللسانية ثم الأطلس اللغوي الأمازيغي  ضمن أولوية البرامج الوطنية للبحث ( أي تحت إشراف المديرية العامة للبحث التابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي).

3-    إقتراح تأسيس خلية متابعة منبثقة من هذا الملتقى العلمي على مستوى المحافظة السامية للأمازيغية، مكلفة بإعداد مشروع علمي وطني في سبيل إعداد الخرائط اللسانية الأمازيغية.

4-    مناشدة المحافظة السامية للامازيغية لمواصلة مجهوداتها في سياق تنظيم ورشات تكونية متعددة التخصصات، من منظور الخرائط اللغوية وتحت إشراف كفاءات وطنية، وبالشراكة مع الأكاديمية الإفريقية للغات.

5-    لفت إنتباه السلطات المعنية من أجل ضرورة تفعيل كافة الآليات المؤسساتية الرسمية التي تحتويها هيكلة المحافظة السامية الامازيغية، وفقا للمرسوم الرئاسي رقم 95- 147 المؤرخ في  27 ماي 1995  المتضمن تأسيس المحافظة السامية للامازيغية المكلفة بإعادة الاعتبار للأمازيغية وترقيتها والمتكونة من :

-       المجلس العلني للتوجيه والمتابعة.

-       اللجنة التنسيقية المتعددة القطاعات.

-       اللجنة البيداغوجية العلمية والثقافية.

6-    برمجة إدراج الخريطة اللسانية والأطلس اللغوي، ضمن البرامج المدرسية كآلية بيداغوجية ومرجعية، تمكن التلميذ والمواطن مستقبلا من إكتساب توجه هوياتي علمي وفضاء جغرافي  من شأنه أن يعزز الإنتماء إلى الأمة الجزائرية.

7-    إقتراح تأسيس جائزة وطنية أدبية مدرسية باللغة الامازيغية، بكل متغيراتها اللسانية تحت إشراف المحافظة السامية للامازيغية وبالتنسيق مع وزارتي التربية الوطنية والثقافة والفنون.

                                                                                                                                                                          أدرار 25  أكتوبر 2021