باسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

سيدي والي ولاية ان صالح ، الأخ الفاضل عبد القادر بن جيمة،

السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي،

السيدات والسادة، نواب البرلمان بغرفتيه،

السادة أعضاء اللجنة الأمنية، العسكرية و القضائية لولاية ان صالح،

-السيد المندوب الولائي لوسيط الجمهورية،

السادة ممثلي الهيئات الدستورية، المرصد الوطني للمجتمع المدني و المجلس الأعلى للشباب،

السيدة المديرة الولائية للحماية المدنية،

السيدات والسادة المدراء التنفيذيون وإطارات للولاية،

السيد رئيس دائرة و رئيس بلدية ان صالح، ،

الأسرة الإعلامية .

أزول فلاون

 

أيتها السيدات، أيها السادة،

يسرني أن أكون بينكم اليوم لأول مرة في إطار زيارة رسمية إلى ولايتكم المضيافة، والتي تأتي بهدف الاطلاع على مختلف المستجدات المتعلقة بترقية وتطوير اللغة والثقافة الأمازيغية، والنظر في آفاق إدراج تعليمها وتعزيزها على المستوى المحلي، كولاية معنية بهذا المسار التطوري الذي كرّسه الدستور كأحد مقومات الهوية الوطنية بمعية العربية والإسلام.

إن المغزى من هذه الزيارة وتنظيم أول نشاط رسمي للمحافظة السامية للأمازيغية في ولاية ان صالح هو التأكيد على أهمية ترجمة البعد الوطني وتعزيز التواصل مع جميع أطياف المجتمع في كل ربوع الجزائر الحبيبة. اليوم، نحط الرحال في ولاية حملت بقوة مشعل الإشعاع العلمي والديني، وهي متجذرة في التاريخ، وقد خلدت بلا شك اسم الجزائر عالياً باعتبارها مهد الحضارة البشرية. نحن نفتخر بموروثها المادي واللامادي الرائع والجدير بالترويج، بالإضافة إلى المؤهلات التنموية التي تميزها.

أيتها السيدات، أيها السادة،

إن أهمية هذا اللقاء يكمن أيضا في تخصيص ندوة تواصلية بحضور جميع فعاليات المجتمع على المستوى المحلي، حيث سنسلط الضوء على مختلف الإنجازات والمكاسب التي حققتها الجزائر في سياق إعادة الاعتبار للأمازيغية وترقية اللغة والثقافة الأمازيغية في منظومتي التربية الوطنية والاتصال، بالإضافة إلى توظيفها وتثمينها في العديد من الدوائر الوزارية مثل التعليم العالي والبحث العلمي، والثقافة والفنون، والسياحة والصناعات التقليدية، وغيرها.

 

إن هذه الخطوات المهمة في مسار تعزيز تواجد الأمازيغية في مختلف المنظومات الوطنية، لا تتأتى ثمارها المرجوة، دون المرور عبر لبنة أساسية داخل المجتمع وهي المدرسة ، لذلك يستجب على المدير الولائي للتربية أخذ المبادرة وفقًا للنصوص والتشريعات التي تؤطر منظومة التربية الوطنية، بالإضافة إلى التعليمات الواضحة التي يقدمها السيد وزير القطاع بفتح أقسام لتدريس اللغة الأمازيغية ابتداءً من هذه السنة الدراسية. من غير المعقول أن تبقى هذه الولاية على الهامش في وقت تتجه فيه الدولة نحو تعزيز جميع مقومات الهوية الوطنية، بما في ذلك ترقية اللغة الأمازيغية على مختلف الأصعدة. فالطلب الاجتماعي على هذه اللغة موجود، والأساتذة المؤهلون من أبناء جنوبنا الكبير متوفرون، مما يجعل الفرصة سانحة لتحقيق هذا المسعى النبيل.

أيتها السيدات، أيها السادة،

لقد اخترنا ولايتكم لتكون محطة الإعلان الرسمي لإطلاق أول منصة رقمية مخصصة لمختلف المؤلفات العلمية والإبداعية الصادرة من طرف المحافظة السامية للأمازيغية التي تحتفل هذه السنة بالذكرى 29 لتأسيسها، فهذا المجهود يندرج في سياق تعليمات السيد رئيس الجمهورية المتضمنة تبني التحويل الرقمي كتوجه استراتيجي لكل مؤسساتي الدولة، وقد راعينا في هذا المسعى مجموعة من التدابير القانونية اللازمة كحماية الملكية الفكرية للمؤلفين و ضمان حقوقهم وفقًا للتشريع المعمول به في هذا الشأن.

 

ان هذه المنصة تمثل مكتبة غنية بالمحتويات، حيث توفر أكثر من 340 عنوانًا. من بين هذه العناوين، هناك 40 عملاً من أعمال الملتقيات العلمية، و38 قاموسًا ومعجمًا موضوعاتيًا، و37 ترجمة، و25 عملًا استشاريًا ودراسة، و115 عملاً أدبيًا، بالإضافة إلى 40 عملًا متوجًا في إطار جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، و38 عددًا من مجلتين متخصصتين، تتضمن أغلب مقالاتها باللغة الأمازيغية. 

أيتها السيدات، أيها السادة،

في الأخير، أغتنم هذه السانحة كذلك للإعلان من ولايتكم المضيافة بقرار رئاسة الجمهورية  المتضمن إختيار ولاية تيميمون لاستضافة فعاليات الاحتفال الوطني و الرسمي برأس السنة الأمازيغية الجديدة 2975-2025، و كذلك مراسم تسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب و اللغة الأمازيغية في طبعتها الخامسة و ذلك من 10 الى 12 جانفي 2025 ، فلنتجند جميعا لإنجاح هذه الفعاليات و نأمل أن تكون ولاية إن صالح حاضرة بقوة  في هذه التظاهرة الرسمية، خاصة وأنها مجاورة لتيميمون وسوف تجدون المحافظة السامية للأمازيغية، شريكا فعّالا لكم نساهم معا في ترقية موروثنا الثقافي واللساني من خلال إنجاح مثل هذه الفعاليات الرسمية والوطنية.

 

شكرا لكم على الاصغاء.

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته